أجمل الخواطر...مجموعة كبيرة بانتظارك
◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊
◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊
◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊
من بستان الاحساس الراقي قطفت لكم أجمل الخواطر، ملونة بمعان متنوعة
أرجو ممن يتذوقها ان لا يبخل علينا بذكر الاجمل رأيه، سأضيفها بالتتابع لذا أرجو عدم الرد لحين الانتهاء
◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لو أن الرجل ينهض
محمد حسين محمد عمرو
أمي ماذا تعمل ؟
يعود إلى منزل أمي يوم الخميس بعد العصر ثلاثة من أولادها من الجامعة من نابلس، هؤلاء الثلاثة يعودون إلى مدينتهم جنين، إلى بلدتهم اليامون، فتستقبلهم أمي فرحة بعودتهم فيمكثون في منزلها ليلة الجمعة وليلة السبت وليلة الأحد ويستعدون للمغادرة صباح يوم الأحد.
قبل أن يتنفس الصبح تكون أمي قد تنفست واستيقظت لتصل، ولتوقظ أولادها و زوجها ليصلوا، أمي هذه تملك من الأبناء الذكور ستة، والزوج سابعهم، ولكنها لا تملك من البنات شيئا، تعاود الكرة لتوقظهم ثانية وثالثة قائلة " يا ايها المدثر قم"عل احدنا ينهض، فينهض من ينهض متثاقلا ... ويغضب من يغضب... وينام من ينام...
أولاد أمي وزوجها لا يأكلون من خبز السوق، لا يأكلون إلا الخبز الذي تعده أمهم، لذلك تباشر امي بعجن العجين وخبزه،
وأولاد أمي لا يأكلون من لبن السوق، لذلك ينبغي على أمي بعد أن تنتهي من إعداد الخبز أن تصنع لنا من حليب الغنم لبنا،
وأحيانا جبنا وهذا ما تفعله أمي، بالمناسبة أولاد أمي عندهم من الغنم ثلاث إناث ولا يملكون من الذكور شيئا.
تتابع أمي سيرها فتعد طعام الفطور لأولادها وزوجها، لأنها تعلم أن هؤلاء ينتظرون أن توقظهم أمي في الساعة السابعة، وتطعمهم وتسقيهم وتحضر لهم ملابسهم وتخدمهم، فواحد يريد قميصه مكويا، وآخر يبحث عن جواربه البيضاء ولا يجدها، وثالث يتشاجر مع أخيه على ارتداء الحذاء، وكل هذه المشاكل ينبغي على أمي أن تحلها وهذا ما تفعله أمي، بعدها ينطلق الزوج إلى عمله والأولاد الثلاثة الكبار إلى جامعتهم، أما الثلاثة الباقين فإلى مدارسهم.
بعد خروجنا من البيت تجهز أمي نفسها بسرعة البرق لتذهب إلى المدرسة، لان أمي معلمة رياضيات للصفوف الابتدائية، كأنه لا يكفيها شغل البيت وغلبة الأولاد، فلا بد أن تربي ستة أولاد وست مئة من البنات.
تعود أمي إلى البيت في الساعة الثانية بعد الظهر لتجد البيت منفولا... قائما وقاعدا... لا يوجد شيء في مكانه فتبدأ بترتيب فراشنا، لان سكان بيتها استيقظوا في الصباح لكن أحدا لم يرتب فراشه، وحالما تنتهي أمي من الفراش وترتيب المنزل تتوجه أمي إلى المطبخ مسرعة لتنظف وتجلي الأواني المتسخة، لتبدأ بعدها بتحضير طعام الغداء الذي غالبا لا يرضي جميع الأذواق، فيبدأ الذكور بتوجيه اللوم والانتقاد، فهم لا يجيدون إلا الانتقاد هذه حرفتهم، كما يجيدون المطالبة بحقوقهم ولا يعرفون شيئا اسمه واجب، بل إن واجباتهم تتحول إلى حقوق ليزداد رصيدهم من الحقوق، ويزداد رصيد أمي من الواجبات، فاحدنا يلومها لأنها تأخرت في إعداد الطعام، وآخر كان يريد طبخة أخرى، وثالث يريدها أن تزيد الملح، ولا احد يقدر ولا احد يلتمس لها عذرا.
تنتهي أمي من ورشة الطعام وغسل الأواني لتبدأ بعدها ورشة غسيل الملابس، فأمي تغسل ملابس الذكور المتسخة وهذا حق من حقوقهم لتعيدها لهم نظيفة، سبحان الله هي تأخذ كل شيء من الذكور متسخا والذكور يأخذون كل شيء من أمي نظيفا
تتوالى الواجبات على أمي بعد أن يعسعس الليل، فقد حان وقت العشاء وحان وقت إعداده، ولا احد يساعدها، وإذا طلبت من احد الذكور مساعدتها فانه لا يخجل أن يقول لها انأ لا دخل لي الحق عليك لماذا لم تجبي بنات؟ بعد العشاء يجلس الذكور مع بعضهم يتسامرون ويشاهدون التلفاز، وعلى أمي أن تحضر لهم ما يسليهم في سهرتهم، لذلك تحضر لهم فاكهة وتقشرها لهم وتطعمهم ، ولا مانع في آخر السهرة أن تحمص لهم شيئا من المكسرات والفستق مع كاس من الشاي ليستمتعوا بوقتهم جيدا.
وفي آخر الليل تحضر أمي فراش الذكور، وتبدأ بدعوتهم إلى النوم وترجوهم أن يناموا باكرا لكي يصحوا باكرا، وبعد أن ينام الذكور أمي لا تنام، فهي تخاف أن يتكشف احدنا أثناء الليل فيطاله شيء من البرد وتخاف أن يكون احدنا مريضا، لذلك تأتي لتتفقد أحوال الذكور، فتغطيهم وتسهر على راحتهم وتداويهم إذا مرضوا، وهكذا ينتهي اليوم ولا ينتهي شغل أمي وبعدها يطلع الصباح فتعيد أمي الكرة هكذا دواليك.
أما الذكور فماذا يعملون ؟
الذكور يكتفون بمراقبة أمي، وأحيانا يكتفون بمراقبة التلفاز، أو أنهم يساهمون في تعطيل عملها ومضايقتها، أو أنهم يوجهون الأوامر والإرشادات لأنه لا يجوز أن تتطلب من احدهم مساعدة أو شيئا، لأنها بذلك تكون قد تعدت على راحتهم وعلى حقوقهم وتكون قد تهربت من واجباتها.
الحقيقة أن الذكور لا يفعلون شيئا ولا ينتجون، كلهم أصفار، أنهم لا يقدرون أن أمي إنسانة مثلهم قد تتعب وقد تمرض وهي بحاجة إلى أن ترتاح، فهم يرونها خادمة أو آلة تعمل طوال الوقت ويا ليته يعجبهم.
أمي لا تريد من الذكور شيئا كثيرا، لا تريد سوى قليل من المساعدة، وكثير من الدعم المعنوي، بان تشعر أن الذكور يقدرون تعبها، هذه الملاحظة أنا لاحظتها عندما كنت أهم لأساعدها، فأجدها تقول لي اذهب وارتاح أنت أنا أكمل العمل فالح عليها في تقديم المساعدة ولكنها لا تقبل أن أقوم بأعمالها، فهي لا تريد سوى شيء من الحنان والعطف.
إذن المشكلة ليست في الأمهات وليست في الإناث، لذلك عندما نأتي لنعرّف مشاكل مجتمعنا ونقول أن مجتمعنا كسول وغير منتج فإننا يجب أن نقصد ذكور المجتمع وحدهم ونستثني الإناث، لأنهن يقمن بدورهن على أكمل وجه بل يقمن بأضعاف الدور المطلوب منهن.
في النهاية أنا أقول لو أن الرجل ينهض بعشر ما تنهض به المرأة لا أقول أن يصبح نشيطا ومنتجا كما المرأة لتغير مجتمعنا كثيرا، ولتحول إلى مجتمع نشيط يهيئ نفسه لبناء حضارته التي هدمها الذكور بقعودهم وكسلهم.
المشكلة أننا كلنا نحب أن ننهض ونتطور ونبني حضارة ، لكننا لا نحب أن نعمل نريد حقوقنا ولا نريد أن نفعل شيئا من واجبنا، و لا نريد أن نغير شيئا في نفوسنا، وننتظر حلا لمشاكلنا ينزل من السماء فهل سينزل هذا الحل من السماء، ها نحن ننتظر...
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊
◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊